زار والدا الرضيع “علي” البالغ من العمر ستة أشهر عيادة أعصاب الاطفال بمركز كيدزهارت الطبي نتيجة بعض المخاوف لديهم جراء بعض النوبات الغريبة التي عاشها “علي” – للأسف – على امتداد الثلاثة الاسابيع السابقة.
فالطفل “علي” عانى من هذه النوبات غالباً بعد ان يصحو من النوم، واحياناً اثناء محاولته الاستيقاظ. ومن اعراض هذه النوبات، ان الرضيع ترتفع ركبتيه حول صدره، وذراعيه تلتف حول مرفقيه، بينما تكون يداه ملتويتان، كل وضعية كانت تستمر لبضعة دقائق، وربما تحدث بشكل متكرر لعدة دقائق مما يؤدي الى إصابة الرضيع بحالة من الاستياء.
وطوال فترة الاسبوعين الماضيين بدأت حالات استياء تزداد بشكل أكبر لدى “علي”، مما ادى الى توقف الشغف أو الاهتمام لديه نحو العابه المفضلة.
فكما أن طبيعة ولادته والفترة المصاحبة لها كانتا طبيعيتان، فإنه لا يوجد في تاريخ عائلته الصحي ما يشير الى أي حالات صرع مطلقاً.
تبادر الى الدكتور عماد ياسين استشاري اعصاب الاطفال ان “علي” يعاني من التقلصات الصرعية الطفولية Infantile Spasms او ما يعرف بالمتلازمة (ويست) West Syndrome.
وبناء على ذلك، فقد اوصى الدكتور عماد أن يتضمن الفحص قياس محيط رأس الطفل وفحص جلده للبحث عن اي دليل يوحي الى وجود التصلب الجلدي وتقييم مختصر للنمو والسلوك المرئي.
تم إجراء التخطيط الكهربائي للمخ المصاحب بالفيديو (video EEG) مباشرة خلال اربعة وعشرين ساعة، مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة اجرائها في حالتي النوم واليقظة وفقا لتوصيات الدكتور عماد ياسين، والذي اوصى ايضاً بضرورة اجراء اشعة الرنين المغناطيسي (ام ار اي)، والتي بناءً على نتائجها قد يتطلب الامر اجراء فحوصات متعددة اخرى ضرورية كفحص الدم والبول والسائل النخاعي.
أما بالنسبة لوالدي علي، فقد تم تزويدهم بمعلومات قيمة حول اسباب اجراء هكذا فحوصات وإشعات ودلالات نتائجها.
حيث اظهرت نتائج تخطيط المخ الكهربائي أن “علي” يعاني من زيادة ملحوظة في كهربائية الدماغ، كما أظهر التخطيط الكهربائي للمخ المصاحب بالفيديو دلالات تؤكد إصابة “علي” بالتقلصات الصرعية الطفولية Infantile Spasms التي تلقب بمتلازمة (ويست) West Syndrome.
واستنادا على نتيجة النمو على المدى البعيد بالنسبة للرضيع فتعتمد بشكل اساسي على السبب المذكور سلفاً، وخلافا لذلك ولأن متلازمة (ويست) West Syndrome تصنف كنوع من أنواع الاعتلال الدماغي والذي يعني أن كثرة هذه التقلصات الصرعية و حدوث هذه الثورة الكهربائية في المخ قد يؤثران سلبيا علي التطور والنمو العقلي للطفل في المدي البعيد، ولذلك فإنه من الضروري المعالجة المبكرة لهؤلاء الأطفال الرضع بمجرد ظهور هذا النوع من الصرع التقلصي الخطير.